فصل: المقصد الخامس في هيئة السلطان في ترتيب الملك:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: صبح الأعشى في كتابة الإنشا (نسخة منقحة)



.المقصد الرابع في زي أعيان المملكة من أرباب المناصب السلطانية بالديار المصرية في لبسهم وركوبهم:

وهم أربع طوائف:
الطائفة الأولى: أرباب السيوف:
وزيهم راجع إلى أمرين:
الأمر الأول لبسهم:
ويختلف الحال فيه باعتبار مواضع اللبس من البدن.
فأما ما به تغطية رؤوسهم، فقد تقدم أنهم كانوا في الدولة الأيوبية يلبسون كلوتات صفر بغير عمائم، وكانت لهم ذوائب شعر يرسلونها خلفهم. فلما كانت الدولة الأشرفية خليل بن قلاوون رحمه الله، غير لونها من الصفرة إلى الحمرة وأمر بالعمائم من فوقها، وبقيت كذلك حتى حج الملك الناصر محمد بن قلاوون رحمه الله في أواخر دولته فحلق رأسه فحلق الجميع رؤوسهم، واستمروا على الحلق إلى الآن، وكانت عمامتهم صغيرة فزيد في قدرها في الدولة الأشرفية شعبان بن حسين فحسنت هيئتها وجادت، وهي على ذلك إلى زماننا.
وأما ثياب أبدانهم فيلبسون الأقبية التترية والتكلاوات فوقها ثم القباء الإسلامي فوق ذلك، يشد عليه السيف من جهة اليسار والصولق والكزلك من جهة اليمين.
قال السلطان عماد الدين صاحب حماة في تاريخه: وأول من أمر بذلك غازي بن زنكي أخو العادل نور الدين الشهيد حين ملك الموصل بعد أبيه، ثم الأمراء والمقدمون وأعيان الجند تلبس فوقه أقبيةً قصيرة الأكمام أقصر من القباء التحتاني بلا تفاوت كبير في قصر الكم وطوله، مع سعة الكم القصير وضيق الأكمام الطولية.
ثم إن كان زمن الصيف كان جميع القماش من الفوقاني وغيره أبيض من النصافي ونحوه، وتشد فوق القباء الإسلامي المنطقة، وهي الحياصة، ومعظم مناطقهم من الفضة المطلية بالذهب، وربما جعلت من الذهب، وقد ترصع باليشم. قال في مسالك الأبصار: ولا ترصع بالجواهر إلا في خلع السلطان لأكابر أمراء المئين.
وإن كان في زمن الشتاء كانت فوقانياتهم ملونة من الصوف النفيس والحرير الفائق، تحتها فراء السنجاب الغض. ويلبس أكابر الأمراء السمر، والوشق، والقاقم، والفنك، ويجعل في المنطقة منديلاً لطيفاً مسدلاً على الصولق، ومعظمهم يلبس المطرز على الكمين من الزركش أو الحرير الأسود المرقوم. قال في المسالك: ولا يلبس المطرز إلا من له إقطاع في الحلقة، أما من هو بعد بالجامكية، فلا يتعاطى ذلك.
وأما ما يجعل في أرجلهم، فإذا كان في الصيف لبسوا الخفاف البيض العلوية، وإن كان في الشتاء لبسوا الخفاف الصفر من الأديم الطائفي، ويشدون المهاميز المسقطة بالفضة في القدم على الخف.. قال في مسالك الأبصار: ولا يكفت مهمازه بالذهب إلا من له إقطاع في الحلقة على ما تقدم في لبس المطرز.
الأمر الثاني ركوبهم:
أما ما يركبون فالخيل المسومة النفيسة الأثمان خصوصاً الأمراء ومن يلحق بشأوهم، ولا يركبون البغال بحال بل تركبها غلمانهم خلفهم بالقماش النفيس والهيئة الحسنة والقوالب المحلاة بالفضة، وربما غشي جميعها بالفضة بل ربما غشي جميعها بالذهب للسلطان وأعيان الأمراء، ومعها العبي السابلة الملونة من الصوف الفائق، وربما جعلت من الحرير لأعيانهم، وقد يتخذ بدلها الكنابيش بالحواشي المخايش، وربما كانت زركشاً للسلطان والأمراء، وتحلى لجمعهم وتسقط بالفضة بحسب اختيار صاحبها، ويجعل الدبوس في حلقة متصلة بالسرج تحت ركبته اليمنى. قال صاحب حماة: وأول من أمرهم بذلك غازي بن زنكي حين أمرهم بشد السيوف في أوساطهم على ما تقدم ذكره.
. قال في مسالك الأبصار: وعلى الجملة فزيهم ظريف وعددهم فائقة نفيسة.
الطائفة الثانية: أرباب الوظائف الدينية من القضاة وسائر العلماء:
وزيهم راجع أيضاً إلى أمرين:
الأمر الأول: ملبوسهم:
ويختلف ذلك باختلاف مراتبهم، فالقضاة والعلماء منهم يلبسون العمائم من الشاشات الكبار الغاية، ثم منهم من يرسل بين كتفيه ذؤابة تلحق قربوس سرجه إذا ركب، ومنهم من يجعل عوض الذؤابة الطيلسان الفائق، ويلبس فوق ثيابه دلقاً متسع الأكمام طويلها مفتوحاً فوق كتفيه بغير تفريج، سابلاً على قدميه. ويتميز قضاة القضاة الشافعي والحنفي بلبس طرحة تستر عمامته وتنسدل على ظهره، وكان قبل ذلك مختصاً بالشافعي؛ ومن دون هذه منهم تكون عمامته ألطف، ويلبس بدل الدلق فرجية مفرجة من قدامه من أعلاها إلى أسفلها مزررة بالأزرار، وليس فيهم من يلبس الحرير، ولا ما غلب فيه الحرير؛ وإن كان شتاء كان الفوقاني من ملبوسهم من الصوف الأبيض المطلي، ولا يلبسون الملون إلا في بيوتهم، وربما لبسه بعضهم من الصوف في الطرقات، ويلبسون الخفاف من الأديم الطائفي بغير مهاميز.
الأمر الثاني مركوبهم:
أما أعيان هذه الطائفة من القضاة ونحوهم فيركبون البغال النفيسة المساوية في الأثمان لمسومات الخيول، بلجم ثقال وسروج مدهونة غير محلاة بشيء من الفضة، ويجعلون حول السرج قرقشيناً من جوخ. قال في مسالك الأبصار: وهو شبيه بثوب السرج مختصر منه، ويجعلون بدل العبي الكنابيش من الصوف المرقوم محاذية لكفل البغلة، ويمتاز قضاة القضاة بأن يجعل بدل ذلك الزناري من الجوخ، وهو شبيه بالعباءة مستدير من وراء الكفل ولا يعلوه بردعة ولا قوش، وربما ركبوا بالكنابيش. وأما من دون هؤلاء من هذه الطائفة فربما ركبوا الخيول بالكنابيش والعبي.
الطائفة الثالثة: مشايخ الصوفية:
وهم مضاهون لطائفة العلماء في لبس الدلق إلا أنه يكون غير سابل، ولا طويل الكم؛ ويرخون ذؤابة لطيفة على الأذن اليسرى لا تكاد تلحق الكتف، ويركبون البغال بالكنابيش على نحو ما تقدم.
الطائفة الرابعة: أرباب الوظائف الديوانية:
أما أعيانهم كالوزراء ومن ضاهاهم، فيلبسون الفراجي المضاهية لفراجي العلماء المتقدمة الذكر، وربما لبسوا الجباب المفرجة من ورائها. وقد ذكر في مسالك الأبصار: أن أكابرهم كانوا يجعلون في أكمامهم بادهنجات مفتوحة، وقد صار ذلك الآن قاصراً على ما يلبسونه من التشاريف. ومن دون هؤلاء يلبسون الفرجيات المفرجة من ورائها على ما تقدم وأما ركوبهم فيضاهي ركوب الجند أو ما يقاربه. قال في مسالك الأبصار: وتجمل هذه الطائفة بمصر اكمل مما هم بالشام في زيهم وملبوسهم، إلا ما يحكى عن قبط مصر في بيوتهم من اتساع الأحوال والنفقات، حتى إن الواحد منهم يكون في ديوانه بأدنى اللباس ويأكل أدنى المآكل، ويركب الحمار، حتى إذا صار في بيته انتقل من حال إلى حال وخرج من عدم إلى وجود، قال: ولقد تبالغ الناس فيما تحكي من ذلك عنهم.

.المقصد الخامس في هيئة السلطان في ترتيب الملك:

وله سبع هيئات:
الهيئة الأولى: هيئة في جلوسه بدار العدل لخلاص المظالم:
عادة السلطان إذا كان بالقلعة في غير شهر رمضان أن يجلس بكرة يوم الاثنين بإيوانه الكبير المسمى بدار العدل المتقدم ذكره مع ذكر القلعة في الكلام على حاضرة الديار المصرية ويكون جلوسه على الكرسي الذي هو موضوع تحت سرير الملك. قال في مسالك الأبصار: ويجلس على يمينه قضاة القضاة من المذاهب الأربعة، ثم وكيل بيت المال، ثم الناظر في الحسبة.
ويجلس على يساره كاتب السر، وقدامه ناظر الجيش وجماعة الموقعين تكملة حلقةٍ دائرة. قال: وإن كان الوزير من أرباب الأقلام، كان بينه وبين كاتب السر، وإن كان من أرباب السيوف، كان واقفاً على بعدٍ مع بقية أرباب الوظائف. وكذلك إن كان ثم نائب وقف مع أرباب الوظائف. ويقف من وراء السلطان مماليك صغار عن يمينه ويساره من السلاح دارية والجمدارية والخاصكية؛ ويجلس على بعد بقدر خمسة عشر ذراعاً عن يمنته ويسرته ذوو السن من أكابر أمراء المئين، وهم أمراء المشورة؛ ويليهم من أسفل منهم أكابر الأمراء، وأرباب الوظائف وقفٌ، وباقي الأمراء وقوف من وراء المشورة؛ ويقف خلف هذه الحلقة المحيطة بالسلطان الحجاب والدوادارية لإحضار قصص أرباب الضرورات وإحضار المساكين، وتقرأ عليه القصص فما احتاج فيه إلى مراجعة القضاة راجعهم فيه، وما كان متعلقاً بالعسكر تحدث فيه مع الحاجب وناظر الجيش، ويأمر في البقية بما يراه.
قلت: وقد استقر الحال على أن يكون عن يمينه قاضيان من القضاة الأربعة: وهما الشافعي والمالكي، وعن يساره قاضيان وهما الحنفي ثم الحنبلي؛ ويلي القاضي المالكي من الجانب الأيمن قضاة العسكر الثلاثة المتقدم ذكرهم الشافعي ثم الحنفي ثم المالكي؛ ويليهم مفتو العدل على هذا الترتيب؛ ويليهم وكيل بيت المال ثم الناظر في الحسبة بالقاهرة، وربما جلس المحتسب فوق وكيل بيت المال إذا علا قدره عليه بعلم أو رياسة. وكل هؤلاء صف واحدٌ عن يمين السلطان مستدبرين جدار صدر الإيوان مستقبلين بابه، والقاضيان الحنفي والحنبلي كذلك من الجانب الأيسر، والوزير إن كان من أرباب الأقلام إلى جانب الكرسي من الجانب الأيسر بانحراف، وكاتب السر يليه، وتستدير الحلقة حتى يصير الجالس بها مستدبراً باب الإيوان على ما تقدمت الإشارة إليه في كلام مسالك الأبصار.
الهيئة الثانية: هيئته في بقية الأيام:
عادته فيما عدا الاثنين والخميس من الأيام أن يخرج من قصوره الجوانية المتقدم ذكرها إلى قصره الكبير المشرف على إصطبلاته، ثم تارة يجلس على تخت الملك الذي بصدره، وتارة يجلس على الأرض، ويقف الأمراء حوله على ما تقدم في الجلوس في الإيوان، خلا أمراء المشورة والغرباء منه فليس لهم عادة بحضور هذا المجلس إلا من دعت الحاجة إلى حضوره، ثم يقوم في الثالثة من النهار فيدخل إلى قصوره الجوانية لمصالح ملكه، ويعبر عليه خاصته من أرباب الوظائف كالوزير، وكاتب السر، وناظر الخاص، وناظر الجيش في الأشغال المتعلقة به على ما تدعو الحاجة إليه.
الهيئة الثالثة: هيئته في صلاة الجمعة والعيدين:
أما صلاة الجمعة فإن عادته أن يخرج إلى الجامع المجاور لقصره المتقدم ذكره من القصر، ومعه خاصة أمرائه، فيدخل من أقرب أبواب الجامع للقصر، ويصلي في مقصورة في الجامع عن يمين المحراب خاصة، ويصلي عنده فيها أكابر خاصته، ويجيء بقية الأمراء: خاصتهم وعامتهم فيصلون خارج المقصورة عن يمينها ويسارها على مراتبهم، فإذا فرغ من الصلاة دخل إلى دور حريمه وذهب الأمراء كل أحد إلى مكانه.
وأما صلاة العيدين، فعادته أن يركب من باب قصره وينزل من منفذة من الإصطبل إلى الميدان الملاصق له، وقد ضرب له فيه دهليز على أكمل ما يكون من الهيئة، ويحضر خطيب جامع القلعة إلى الميدان فيصلي به العيد ويخطب؛ فإذا فرغ من سمع الخطبة ركب وخرج من باب الميدان والأمراء والمماليك يمشون حوله، وعلى رأسه العصائب السلطانية، والغاشية محمولة أمامه، الجتر وهو المظلة محمول على رأسه مع أحد أكابر الأمراء المقدمين وهو راكب فرساً إلى جانبه، والأوشاقيان الجفتة المتقدم ذكرهما راكبان أمامه، وخلفه الجنائب، وعلى رأسه العصائب السلطانية، وأرباب الوظائف من السلاح دارية كلهم خلفه، والطبردارية أمامه مشاة بأيديهم الأطبار، ويطلع من باب الإصطبل ويطلع إلى الإيوان الكبير المقدم ذكره، ويمد السماط ويخلع على حامل الجتر، وأمير سلاح، والأستادار، والجاشنكرية، وجماعة من أرباب الوظائف ممن لهم خدمة في مهم العيد كنواب أستادار، وصغار الجاشنكرية، وناظر البيوت ونحوهم.
الهيئة الرابعة: هيئته للعب الكرة بالميدان الأكبر:
عادته أن يركب لذلك بعد وفاء النيل ثلاثة مواكب متوالية في كل سبت ينزل من قصره أول النهار من باب الإصطبل، وهو راكب على الهيئة المذكورة في العيد ما عدا الجتر فإنه لا يحمل على رأسه، وتحمل الغاشية أمامه في أول الطريق وآخره، ويصير إلى الميدان فينزل في قصوره، وينزل الأمراء منازلهم على قدر طبقاتهم، ثم يركب للعب الكرة بعد صلاة الظهر والأمراء معه، ثم ينزل فيستريح، ويستمر الأمراء في لعب الكرة إلى أذان العصر، فيصلي العصر ويركب على الهيئة التي كان عليها في أول النهار ويطلع إلى قصره.
الهيئة الخامسة: هيئته في الركوب لكسر الخليج عند وفاء النيل:
واعلم أن السلطان قد يركب لكسر الخليج، ولم تجر العادة بركوبه فيه بمظلة ولا رقبة فرس، ولا غاشية، ولا ما في معنى ذلك مما تقدم ذكره في ركوب الميدان والعيدين، بل يقتصر على السناجق، والطبردارية، والجاويشية، ونحو ذلك؛ ويكب من القلعة عند طلوع صاحب المقياس بالوفاء في أي وقت كان، ويتوجه إلى المقياس فيدخله من بابه ويمد هناك سماطاً يأكل منه من معه من الأمراء والمماليك، ثم يذاب زعفران في إناء ويتنأوله صاحب المقياس ويسبح في فسيقة المقياس حتى يأتي العمود والإناء الزعفران بيده فيخلق العمود، ثم يعود ويخلق جوانب الفسيقة وتكون حراقة السلطان قد زينت بأنواع الزينة، وكذلك حراريق الأمراء، وقد فتح شباك المقياس المطل على النيل من جهة الفسطاط وعلق عليه ستر، فيؤتى بحراقة السلطان إلى ذلك الشباك فينزل منه ويسبح وحراريق الأمراء حوله وقد شحن البحر بمراكب المتفرجين، ويسيرون خلف الحراريق حتى يدخل إلى فم الخليج، وحراقة السلطان العظمى المعروفة بالذهبية وحراريق الأمراء يلعب في وسط امتدادها، ويرمى بمدافع النفط على مقدامها، ويسير السلطان في حراقته الصغيرة حتى يأتي السد فيقطع بحضوره، ويركب وينصرف إلى القلعة.
الهيئة السادسة: هيئته في أسفاره:
ولم تجر العادة فيها بإظهار ما تقدم من الزينة في موكب العيد والميدان، بل يركب في عدة كبيرة من الأمراء: الأكابر والأصاغر، والخواص، والغرباء، وخواص ممالكيه. ولا يركب في السير برقبة ولا عصائب، ولا تتبعه جنائب، ويقصد في الغالب تأخير النزول إلى الليل. فإذا دخل الليل حملت أمامه فوانيس كثيرةٌ ومشاعل، فإذا قارب مخيمه، تلقي بالشموع المركبة في الشمعدانات المكفتة، وصاحت الجاويشية بين يديه، وترجل الناس كافة إلا حملة السلاح والأوشاقية وراءه، ومشت الطبردارية حوله حتى يدخل الدهليز الأول من مخيمه فينزل ويدخل إلى الشقة، وهي خيمة مستديرة متسعة، ثم منها إلى شقة مختصرة، ثم إلى لاجق. وبدائر كل خيمة من جميع جوانبها من داخلها سور خركاه من خشب، وفي صدر اللاجوق قصر صغير من خشب ينصب للمبيت فيه، وينصب بإزاء الشقة حمامٌ بقدور من رصاص وحوض على هيئة الحمامات بالمدن إلا أنه مختصر. فإذا نام طافت به المماليك دائرةً وطاف بالجميع الحرس، وتدور الزفة حول الدهليز في كل ليلة مرتين: عند نومه وعند استيقاظه من النوم، ويطوف مع الزفة أميرٌ من أكابر الأمراء وحوله الفوانيس والمشاعل، ويبيت على باب الدهليز أرباب الوظائف من النقباء وغيرهم، فإذا دخل إلى المدينة، ركب على هيئة ركوبه لصلاة العيد بالمظلة وغيرها، هذا ما يتعلق بخاصته.
أما موكبه الذي يسير فيه جمهور مماليكه، فشعاره أن يكون معهم مقدم المماليك والأستادار، وأمامهم الخزائن والجنائب والهجن، ويكون بصحبته في السفر من كل ما تدعو الحاجة إليه من الأطباء والكحالين والجرائحية وأنواع الأدوية والأشربة والعقاقير وما يجري مجرى ذلك، يصرف ذلك لمن يعرض له مرض بالطريق.
الهيئة السابعة: النوم:
وقد جرت العادة أنه يبيت عنده خواص مماليكه من الأمراء وأرباب الوظائف من الجمدارية وغيرهم، يسهرون بالنوبة بقسمة بينهم على بناكيم الرمل، كلما انقضت نوبة قوم أيقظوا أصحاب النوبة الذين يلونهم، ويتعانى كل منهم ما يشاغله عن النوم فقوم يقرأون في المصاحف، وقوم يلعبون بالشطرنج والأكل وغير ذلك.